لم يُدفن فيها محمد علي باشا

مقابر الباشا.. ثاني أكبر مقابر في العالم

مجموعة من المدافن تعود للأسرة الملكية العلوية، تقع خلف قبة الإمام الشافعي بالقرافة، والمسماة بنفس الاسم، ويعود تاريخ إنشائها إلى عامي 1805 و1815 ميلادية، أي منذ ما يقرب من 210 عام مضت، وقد أنشأها الوالي العثماني محمد على باشا، ولكنه لم يدفن بها، حيث دفن بجامعه الشهير فى قلعة صلاح الدين.

 

تُعد مقابر الباشا، والتي يطلق عليها البعض "حوش الباشا، ثاني أكبر مقبرة فى العالم بعد مقبرة تاج محل فى الهند، التي اتخذتها أسرة محمد علي، مؤسس مصر الحديثة، مدافن لها، وتتميز هذه المدافن بالجمال المعماري والنوافذ الملونة، والتي لا تقل سحرا عن جمال القصور، والتي تحتوى على مزيج بين التراث العربي الإسلامي والتركي.

تقع مقابر الباشا تحت ثلاث قباب كبيرة الحجم، وبجوارها ثلاث أخرى متوسطة، محمولة على أعمدة حجرية مربعة البناء، كما أن الأضرحة مزينة بعمارة ونقوش مذهلة، وعندما تدخل إلى المدافن تجد قبة صغيرة تدل على الثراء وتؤدى إلى صالة كبيرة ببابين، ومع نهاية الصالة ممر يعلوه نجف نحاسي تمت سرقة معظمه فى أحداث ثورة يناير، في حين زين سقف القباب برسومات مزخرفة بمياه الذهب والزجاج الملون، والذي صمم خصيصا ليعطى ألوانا مبهجة مع كل ظهور.

 

تقع الواجهة الرئيسية للمقابر فى الناحية الغربية، وهى واجهة حجرية يتوسطها مدخل رئيسي، يتقدمه برجان حجريان مضلعان، يغطيهما عقد مدائنى بسيط خال من الزخارف، يرتكز على عمودين متماثلين من الجرانيت الأحمر، وتكتنف هذا المدخل مكسلتان حجريتان بينهما فتحة باب ذات مصراعين خشبيين، يعلوهما عتب حجري مستقيم، عليه كتابة نسخية بارزة على أرضية من الزخارف الهندسية، نصها "مدافن العائلة المالكة"، وتنتهي الواجهة بشريط  من الوحدات الزخرفية الحجرية على هيئة مثلثات متجاورة.

وللقباب واجهتان، أولاهما فى الناحية الغربية، وهى من الحجر الفص النحيت، وتنقسم إلى قسمين، تتوسط أولهما دخلة مستطيلة فى أسفلها فتحة شباك مغشي بحجاب من المصبعات الحديدية، وتنتهي بصدر مقرنص بمقرنصات ذات عقود منكسرة من حطة واحدة، ويتقدم ثانيهما سلم من ست درجات حجرية تفضي إلى منطقة ترابية حاليا، وتتوسطه دخلتان مستطيلتان أسفل كل منهما فتحة شباك مغشي بحجاب من المصبعات الحديدية، وتنتهي الدخلة بزخرفة من طراز الباروك.

 

أما الواجهة الثانية لتلك القباب والتي تقع في الناحية الجنوبية، وهى واجهة منكسرة فى أحد انكساريها فتحة باب ذات مصراعين خشبيين وفتحة شباك، وفى الآخر شباكان مستطيلان ذواتى حجابين من المصبعات المعدنية، وتنحصر قباب هذه المدافن، إلى جانب القبة التي تعلو دركاة المدخل الرئيسي، فى قباب الدفن السبع.

أما فيما يتعلق بالعمارة الداخلية لهذه القباب السبع، فتتكون القبة الأولى التي يتم الوصول إليها من خلال فتحة الباب الموجودة بالضلع الشرقي من الدركاة، من مربع سفلى فى كل من ضلعيه الشرقي والشمالي فتحة شباك أسفل كل منهما لوحة بها أجزاء من كسوة الكعبة، وقد طليت جدران هذه القبة بطلاء ملون، وزينت خوذتها بزخارف نباتية وهندسية ملونة ومذهبة، وتتوسط أرضية هذه القبة تركيبة مدفن السيدة نور والدة الخديوي توفيق، والتي توفيت سنة 1883، وتتكون من ثلاث مستويات بكل منها كتابات قرآنية وإنشائية بخط الثلث.

 

أما عن القبة الثانية فتتكون من مربع سفلى فرشت أرضيته ببلاطات حجرية، وفى ضلعه الشرقي فتحة باب ذات عقد مدبب تفضي إلى القبة الثالثة، وخوذة هذه القبة حجرية ملساء تغطيها طبقة من الملاط، وتوجد فى أرضية هذه القبة عدة تراكيب رخامية أهمها أربعة تراكيب، تأتى أولها لمدفن طوسون باشا بن الوزير حيدر باشا الذى توفى سنة 1815، وثانيها لمدفن أمينة هانم زوجة محمد باشا، والتي توفيت سنة 1823، وثالثها لمدفن فاطمة هانم بنت إسماعيل بن محمد على، والتي توفيت سنة 1834، ورابعها لمدفن خليل ثابت الذى توفى سنة 1902.

القبة الثالثة عبارة عن مربع سفلى فرشت أرضيته ببلاطات حجرية، فى ضلعه الغربي فتحة باب ذات عقد مدبب تربط بينها وبين القبة الثانية، ويعلو مناطق الانتقال الخاصة بالقبة رقبة اسطوانية، ترتكز عليها خوذة حجرية ملساء، ويوجد فى أرضية هذه القبة عدة تراكيب رخامية من أهمها تركيبة إسماعيل باشا الذى توفى سنة 1825.

 

والقبة الرابعة عبارة عن مربع سفلى ذو أرضية من بلاطات حجرية، بكل ضلع من ضلعيه الغربي والشرقي فتحة باب ذات عقد مدبب، يفضى الغربي منها إلى الممر، ويفضى الشرقي إلى مقابر الأبناء والأتباع، ويعلو مناطق الانتقال الخاصة بهذه القبة رقبة اسطوانية بها اثنتي عشرة نافذة تغشيها أحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون، ترتكز عليها قبة ذات قطاع مدبب تتوسطها صرة مشعة مذهبة، وفى أرضية هذه القبة عدة تراكيب رخامية، أهمها تركيبتان، إحداهما فوق مدفن زوجة طوسون باشا أمير الحاج، والأخرى داخل مدفنه داخل مقصورة معدنية، وفى ضلعها الشرقي فتحة باب تفضي إلى مساحة مربعة، تغطيها قبة ضحلة ذات أرضية حجرية بها ست تراكيب عليها تسعة عشر شاهدا.

أما القبة الخامسة فعبارة عن مربع سفلى فرشت أرضيته ببلاطات أسمنتية، وبها عشر تراكيب رخامية أهمها تركيبة عصمت يكن التي توفيت سنة 1850، وتركيبة عائشة هانم بنت عباس باشا، التي توفيت سنة 1853، وتركيبة توحيدة هانم، وأيضا تركيبة شمس هانم بنت البرنس إبراهيم باشا، وبكل ضلع من أضلاع هذه القبة فتحة باب معقودة بعقد مدبب، وفى ضلعها الجنوبي فتحة شباك مغشي بحجاب من الجص المعشق بالزجاج الملون، ويعلو مناطق الانتقال الخاصة بهذه القبة رقبة اسطوانية بها نوافذ ذات أحجبة من لجص المعشق بالزجاج الملون، وترتكز على هذه الرقبة قبة مطلية باللون الأخضر تزينها زخارف نباتية وهندسية.

 

القبة السادسة عبارة عن مربع سفلى يشبه القبة الخامسة تماما، باستثناء أن ضلعيه الشرقي والجنوبي مسمطان، وأن فى ضلعها الشمالي فتحة شباك مغشي بحجاب من الجص المعشق بالزجاج الملون، ويوجد فى أرضية هذه القبة ثمان تراكيب منها تركيبة مدفن عباس باشا الأول، وتركيبتى ولدى إبراهيم باشا أحمد المتوفى سنة 1856.

وأخيرًا القبة السابعة، وهي عبارة عن مربع سفلى فرشت أرضيته ببلاطات أسمنتية، وفى ضلعها الشرقي لوحة بها نص تأسيسي، وتعلو مناطق الانتقال الخاصة بهذه القبة رقبة اسطوانية، ترتكز عليها قبة تشبه القبة السادسة تماما، وبأرضية هذه القبة سبع تراكيب، أهمها تركيبة عائشة هانم، وتركيبة فاطمة هانم، وتركيبة إبراهيم باشا يكن، وتركيبة كلثوم هانم.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية