لم تقتصر بوابات القاهرة علي باب زويلة فقط، فللقاهرة 19 باباً أخري

أبواب القاهرة الباقية.. الفتوح والنصر يخلدان «جوهر الصقلي».. وخلل فى التصميم وراء إزالة «باب الشعرية»

 

لم تقتصر بوابات القاهرة علي باب زويلة فقط، فللقاهرة 19 باباً أخري، تحيط بها كما يحيط السوار حول المعصم، تم بناؤها في أزمنه مختلفة، على رأس تلك البوابات ما يلي:

 

باب النصر

 

أحد أقدم بوابات القاهرة، شيدها جوهر الصقلي عام 1087 ميلادية، في المنطقة الشمالية الشرقية للقاهرة الفاطمية، وهي بوابة حجرية ضخمة محصنة بنيت في الجنوب من باب الفتوح، أطلق عليها الوزير بدر الجمالي اسم "باب العز"، ولكن سكان القاهرة فضلو الاسم الأصلي "بوابة النصر"، والذي ظل مستخدما حتى يومنا هذا، ولعل سبب هذا التمسك أن هذا الباب كان بوابة دخول الجيوش المصرية المنتصرة، حيث مر منها  الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر قلاوون بأسرى أعداء مصر.

 

وعلى العكس من الأبراج الأسطوانية التي يتميز بها كل من باب زويلة وباب الفتوح، فإن برجي باب النصر لهما شكل مستطيل، ويمكنك رؤية بعض الآثار البيزنطية في طرازهما المعماري، ولقد استخدم في البناء الكثير من الأحجار التي أًخذت من الآثار الفرعونية، لذلك إذا ما نظرت بالجوار فقد ترى بعض النقوش الهيروغليفية.

 

ويعتبر باب النصر من أهم الآثار ذات الطبيعة العسكرية اللى بقيت في مصر من الفترة الفاطمية، وتمتاز البوابة بالزخرفة على الجناحين وجبهات الأبراج، والتي ترمز إلى النصر في حملات حماية المدينة من الغزاة، وبين جناحي البوابة يوجد باب ضخم عال تعلوه فتحة محاطة بإفريز يمتد ليحيط ببرجي الباب، نقشت عليه كتابات تذكر اسم من قام ببنائه الخليفة "المستنصر" وأمير الجيوش "أبو النجم بدر"، وتاريخ البناء.

باب الفتوح

 

تقع تلك البوابة بالجهة الشمالية الغربية من السور الشمالي الذي جدده "بدر الجمالي" سنة 1087 ميلادية، والذي جعله في موضعه الحالي في مدخل شارع المعز بجوار جامع الحاكم بأمر الله، ويذكر المقريزي أن البوابة القديمة كانت قائمةً حتى عهده، وأنه تخلف منها بقايا أَقبِية ودِعَامات، وبعض الكتابات الكوفية، وإنها كانت على رأس حارة "بهاء الدين" إلى الجنوب من جامع الحاكم، ومن المعروف أن هذا الجامع بُنِيَ خارج أسوار جوهر الصقلي، لأن القاهرة وقت بنائه لم يكن بها مساحات كافية تستوعب جامعا ضخما كهذا، وحينما جدد بدر الجمالي أسوار القاهرة أدخل فيها الجامع الحاكمي.

 

ويُعد باب الفتوح آيةً في الجمال الزخرفي، حيث يتكون من برجين مستديرين يتوسطان المدخل، ويوجد بجوارهما طاقتان كبيرتان في فتحتيهما حلية مزخرفة بأسطوانات صغيرة، ويتصل باب النصر بطريقين أحدهما من فوق السور والأخر من تحت السور، يعطي الباب فكرة واضحة عن نظام العمارة في العصر الفاطمي، وتحديدا نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، فقد حُليَتِ الأبراج من أسفلها بثلاث حشوات معقودة، واحدة بالواجهة واثنتان جانبيتان، وهذه الحشوات مكونة من صنجات متتالية تشبه الوسائد، وتفضي بوابة الفتوح إلى دركاة مربعة، على جانبيها دخلات لجنود الحراسة، ويسقف الدركاة قبة ضحلة مقامة على مثلثات كروية من الحجر

الأبواب الأيوبية

 

لم تتوقف حركة بناء وتنمية أسوار القاهرة وأبوابها بأفول نجم الدولة الفاطمية، وبمجرد أن اعتلي الأيوبيون الحكم، وفي ظل الكثير من التهديدات التي واجهها صلاح الدين مع الغزاة الصليبيين، قرروا إنشاء مجموعة من الأبواب، مرتبطة بسور القاهرة، وكان علي رأسها "باب الشعرية"، والذي يعرف بطائفة من البربر يقال لهم "بنو الشعرية"، هم ومزانة وزيارة وهوارة من أحلاف لواتة الذين نزلوا بالمنوفية، وقد تمت إزالتة سنة 1884 ميلادية لِخَلل في بنائه.

 

أما عن الأبواب الأخري، فهناك "الباب الأحمر"، وتم بناؤة في القلعة، ويعرف أيضاً ببرج المقطم، لأنه يُشْرِف على باب المقطَّم، و"باب البحر"، وأنشأه صلاح الدين في السور الشرقي المشْرِف على الصحراء، ولا تزال آثاره باقيةً حتى اليوم، و"باب الوزير"، ويقع بين الباب المحروق وقلعة الجبل، وما زال موجودا حتى الآن، و"الباب المدرج"، أقدم أبواب قلعة الجبل، أنشأه صلاح الدين سنة 579 هجرية، ولا يزال موجودا على يسار الداخل إلى القلعة، و"باب السلسلة"، ويطل على ميدان صلاح الدين في القلعة، ويعرف بباب العزب، و"باب السر"، وخصص لأكابر الأمراء وخواص الدولة، ويعرف الآن باسم الباب الوسطاني.

أبواب الغوري

 

اهتمت الدولة المملوكية بأسوار القاهرة وأبوابها، حاملته راية الأيوبيين، فقد كافحت طويلا دفاعاً عن الأمة الاسلامية، وفي عهد السلطان الغوري تم بناء بابين، باب وكالة القطن، و"باب السلطان الغوري" والذي يقع بخان الخليلي بالجمالية، أنشأ هذا الباب الملك الأشرف أبو النصر قنصوة بن عبد الله الجركسى الشهير بالغوري، وقد تم تشييد باب وكالة القطن عام 1511 ميلادية، بهدف حماية هذه الوكالة لإقامة التجار ومزاولة التجارة، ويتكون هذا الباب من حجر غائر، يغطيه عقد مدائني ذو صدر مقرنص بذيول هابطة، تشبه عش النحل يتوسطها لفظ الجلالة "الله".

بيت القاضي

 

تقع بوابة بيت القاضي بميدان بيت القاضي أمام مجموعة السلطان قلاوون بالجمالية، وتنسب هذه البوابة إلى محمد على باشا الكبير، رغم أنه ليس هناك ما يؤكد ذلك، وقد سمى ببيت القاضي لأنه كان سكنا لقاضى المحكمة الشرعية، والتي اتخذت من مقعد الأمير ماماى المجاور مقرا لها، وقد شيدت هذه البوابة في القرن التاسع عشر الميلادي بغرض أمني.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية