الأمل بعد كورونا

إذا كان هذا الفيروس الذي اجتاح العالم قد أثر سلباً في حياة البشر إقتصادياً واجتماعياً، وبداًت مراكز الدراسات تعكف بدراسة تأثيراته السلبية علي جميع مناحي الحياة، لدرجة انهم يتحدثون عن عالم جديد يتشكل كنتيجة مباشرة لتأثير تلك الجائحة، ولن اتناول هنا ما ذكرته المراكز البحثية عن الأثر السلبي لهذه الأزمة العالمية، ولكن قد تكون فرصة للدراسة لتحقيق بعض الايجابيات، كنتيجة مباشرة للضوابط التي وضعتها الحكومة المصرية، من خلال القرارات الصائبة لتحقيق الإنضباط السلوكي للحفاظ علي حياة وصحة المواطن المصري، وذلك بفرض الحظر الذي أدي لغلق المحال التجارية والمقاهي ليلاً، ولنا ان نتوجة بالتحية للشعب المصري الذي التزم تماماً من مفهوم المصلحة العامة، والمصلحة الخاصة، وكان ذلك كنتيجة مباشرة للشفافية التامة لما تعلنه الحكومة، وللدور الاعلامي الجيد من خلال حملات التوعية.

 

فهل بعد انتهاء هذه الازمة عاجلاً كما نتمني، أو اجلاً لا قدر الله، يعود الشارع المصري كسابق عهده مكتظاً بالبشر حتي الساعات المتاًخرة من الليل، ليبدأ من جديد، الزحام، عادم السيارات، سحب دخان الشيشة المتصاعدة من المقاهي، استهلاك مرتفع لكهرباء الإنارة العامة والخاصة من أصحاب الأنشطة، وما يتبعه من صعوبة قيام أجهزة الحكم المحلي بأعمال النظافة في الشوارع نتيجة للحركة الزائدة نهاراً وليلاً.

 

ما يحدث اليوم يذكرني أنه في الفترة ما بين عامي 2011 و2013، واثناء عملي كمحافظ لـ"بورسعيد"، ناقشنا في مجلس المحافظين سبل توفير الكهرباء للمنازل، وكلنا يتذكر أزمة الكهرباء الطاحنة التي كانت تمر بها مصر، وكانت شركات الكهرباء تضطر لتخفيف الآحمال بقطع الكهرباء عن أحياء كاملة، مما تطلب صدور قرارات بفرض توقيت غلق المحال والأنشطة في التاسعة من مساء كل يوم، وللاسف لم نستطع تطبيق هذا القرار نتيجة حالة السيولة التي كانت عليها الدولة، أما الآن، وفي ظل القيادة السياسية الرشيدة، وللمصداقية المتبادلة بين القيادة والشعب المصري، والتي جعلته يتقبل أصعب القرارات الإقتصادية، وبنفس درجة الثقة والمصداقية يمكننا أن نعيد أشياء للشارع المصري تصب في صالح المواطنين والدولة، أهم تلك الأشياء، تحديد توقيت الغلق للمحال والأنشطة التجارية في السابعة مساءً ويمتد للثامنة في أشهر الصيف، بالإضافة إلي التوقيت اليومي لغلق الأندية والمقاهي والمطاعم في العاشرة مساءً.

 

وبتنفيذ هذه الإجراءات، سوف ينتج عنها تحسن ملحوظ في جودة الهواء، وتخفيف حدة التلوث، وما لهما من تأثير إيجابي علي صحة المواطنين، واستغلالاً للترابط الأسري الذي قويت أحباله خلال فترة الحظر الإجباري، مما أدي إلي التكيف مع مساحة وقت التواجد بالمنازل، فاصبح الشباب يأخذ وقته الكافي من النوم الذي يجعله أكثر حيوية أثناء النهار، وأكثر انتاجية أثناء ساعات العمل، إعمالاً لقوله تعالي (واجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاُ) النبأ 10-11، فلنجعل النهار معيشة وعملاً وكسباً للرزق.

اللواء أ.ح دكتور احمد عبدالله
مديــر كليـة القـادة والأركان ق م القــاهــــــــرة السابق
ومحافظ البحر الأحمر السابق

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية



إقراء ايضا