ارتبط بالعيد في عهد الدولة الأخشيدية

كحك العيد.. خمسة آلاف عام من التاريخ

منذ خمسة آلاف عام وأكثر، ترك لنا المصريين القدماء نقوشًا لكحك العيد الذي نعرفه اليوم، ليزين به جدران المعابد في الأقصر ومنف، بل أن بعض تلك النقوش وجدت أيضًا داخل هرم خوفو بمخافظة الجيزة، ما يؤكد لنا أن الكحك كان عادة مصرية قديمة مقدسة.

 

تلك الأدلة رصدها أحد الباحثين المصريين في أحد مؤلفاته "لغز الحضارة الفرعونية"، حيث يؤكد مؤلفه الدكتور سيد كريم، علي أن صناعة الكحك ارتبط باحتفالات وأفراح، كما أن زوجات الملوك اعتادت على إعداده وتقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو، وذلك يوم تعامد الشمس على حجرته، مبينا وجود العديد من الادلة التي تؤكد مصرية كحك العيد، أهم تلك الأدلة تلك النقوش التي تزين مقابر طيبة ومنف، بالإضافة إلي الصور الموجوده علي جدران مقبرة "رخمي- رع"، والتي تشرح كيفية صناعة الكحك تفصيليًا، وهي تنتمي للأسرة الثامنة عشرة.

أهم ما اظهره المؤرخين أن الخبازون المصريون القدماء كانوا يتقنون إعداده بمختلف الأشكال، حتي أن النقوش أظهرت ما يقرب من 100 شكل ورسمة كان يتم بها صناعة ذلك الكحك، فقد تفننوا في تشكيله بعدد من الرسومات، كصورة الشمس التي تمثل الإله رع، وهي نفس الرسومات التي يقوم بها المصريون حتي اليوم في صناعتهم لكحك العيد.

انتقلت صناعة الكحك بانتقال الثقافة والحضارة المصرية، ففي العهد الإسلامي، وعلي الرغم من عدم معرفتنا حتي اليوم بالسبب الحقيقي الذي جعلها ترتبط بعيد الفطر، إلا أنها أخدت شكلا من أشكال الفلكلور المصري، إلا أن المؤرخين يؤكدون علي أن الوزير المعظم أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم البغدادي المادرائي، وزير الدولة الأخشيدية، كان أول من صنع الكحك فى أعياد الفطر، وكان يحشوه بالدنانير الذهبية، وكان يطلق عليه حينها "أفطن إليه" أى انتبه للمفاجأة.

في احدي غرف المتحف الإسلامي بالقاهرة، توجد الكثير من القوالب المخصصة لتشكيل الكحك، وقد كُتب عليها الكثير من العبارات ذات المعني الخاص، مثل "كل هنيئًا واشكر، و"كل واشكرك مولاك"، والكثير من العبارات التي يعود بعضها إلي الدولة الطولونية، وكان الخليفة الفاطمي يقوم بنفسه بتوزيع الكحك علي كافة المصريين بالقاهرة، حيث كان يخصص حوالي 20 ألف دينار لعمل كحك عيد الفطر، وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر ينتظر نصيب كل فرد فى العيد.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية