إرتبط بالخلوط والحياة بعد البعث

8 مراحل لتحنيط مومياوات الملوك والملكات في مصر القديمة

إيمانًا منه للحياة بعد البعث، اشتهر المصري القديم بتحنيط موتاه، خاصةً جثث الملوك والملكات، وذلك لاعتقاداتٍ دينيةٍ كانوا يؤمنون بها، والدليل علي ذلك العثور علي مئات المومياوات لملوك وملكات مصر العظام، ومن النادر أن تخلوا مقبرة من مومياء صاحبها، حتى أصبحت تلك المومياوات رمزًا يُشير إلى المصرية القديمة بمجرد رؤيتها.

 

وقد توصل علماء المصريات إلي الطريقة التي كان يقوم بها المصري القديم لتحنيط موتاه، وقبل عملية التحنيط يتم غسل الجثة باستخدام محلولٍ معقمٍ وتُدلَّك الأطراف للتخفيف من تصلب المفاصل وتيبس العضلات، كما يُزال الشعر في بعض المناطق الضرورية وتُغلق العينين باستخدام الصمغ أو أغطية عيون بلاستيكية توضع على العينين ويثبت الجفن عليها، أما الفك السفلي فيُثبت بأسلاك أو خيوط ليُتاح تغيير شكل الفم كيفما يراد ذلك، ثم تتم عملية التحنيط والتي كانت تعتمد علي ثمانية خطوات، يمكن إيجازها بمنتهي البساطة فيما يلي:

أولًا: يقوم الفريق بإزالة المخ من داخل الجمجمة، ويعتقد البعض أم ذلك يتم عن طريقة خطاف يتم إدخاله من خلال الفم، وذلك بطريقة الشفط عن طريق الأنف باستعمال الإزميل والمطرقة للقطع من خلال الجدار الأنفي.

ثانيا: بعد ذلك يسحب المخ من خلال فتحة الأنف بسنارة محماة ومعقوفة، ثم يتم استخراج أحشاء الجسد كلها ما عدا القلب، لأنه مركز الروح والعاطفة، وبذلك لا يبقى في الجثة أية مواد رخوة تتعفن بالبكتريا، إما بالفتح أو حقن زيت الصنوبر في الأحشاء عن طريق فتحة الشرج.

ثالثًا: تمتلئ الجمجمة بمزيج من راتينج الشجر والعطور، مما يوقف تحلل أي أنسجة دماغية متبقية، مع فائدة إضافية تتمثل في كبت الرائحة الفاسدة.

رابعًا: تقطع المنطقة القطنية إلى شرائح مفتوحة، وتتم إزالة أعضاء البطن، وتمليحها بشدة ووضعها داخل الجرار الكانوبية، ثم يتم ملء التجويف الناتج بمزيج من العطريات.

خامسًا: تمتلئ جميع الشقوق بملح يسمى النطرون الجاف، وذلك لأستخراج كل ذرة مياه موجودة فيه، واستخلاص الدهون وتجفيف الأنسجة تجفيفا كاملًا، ثم يتم وضع الجسد في فراش من النطرون الجاف لمدة تتراوح بين 35 و70 يومًا.

سادسًا: يتم غسل الجثة المجففة وتزييتها وتغطيتها بالراتنج السائل كمادة لاصقة، وذلك لسد جميع مسامات البشرة، وحتى يكون عازلا للرطوبة وطاردًا للأحياء الدقيقة والحشرات في مختلف الظروف.

سابعًا: يتم لف جسم المومياء بأربطة كتانية كثيرة قد تبلغ مئات الأمتار مدهونة بالراتنج تلون بأكاسيد الحديد الأحمر، ويتم إضافة شمع العسل كمادة لاصقة في آخر السبعين يوما التي تتم فيها عملية التحنيط.

ثامنًا: تعتمد عملية التحنيط اعتمادًا كليًا على الحالة الاجتماعية للمتوفى، لذا نجد العديد من المومياوات تتزين بقطع من الأحجار الكريمة والذهب، مثل القناع أو الكفن.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية