أشهرها التماسيح والورل والبيرانا الأفريقية

"الإيجيبشيان جيوجرافيك".. ترصد أهم حيوانات نهر النيل المهددة بالإنقراض

"مصر هبة النيل".. هكذا كتب أبو التاريخ "هيرودوت" عن مصر، وكان لديه كل الحق، فقد مثل نهر النيل ودلتاه واحة غناء وسط صحراء قاحلة، ساهمت علي مر آلاف السنين في استقرار المصريين علي ضفافه، ما أهلهم لبناء واحدة من أعظم حضارات التاريخ الإنساني، إن لم تكن أعظمهم علي الإطلاق.

 

"النيل".. ذلك النهر الأطول في العالم، يصل طوله الي حوالي 6650 كيلو متر، يجري في تسعة دول، ولكنه لم يصنع في أي دولة كما صنع في مصر، فمن جنوب أسوان حتي مصبية في دمياط ورشيد، والآن، وبعد مرور ما يقرب من 7 آلاف عام مضت على بدء النشاط البشري، يمكن القول بأن هذه الواحة النهرية، هي في حقيقة الأمر نظام بيئي متكامل.

 

الحقيقة أن نهر النيل رغم علاقة الانسان المصري به، إلا انه مازال يجهل الكثير عن أسراره، أحد أهم تلك الأسرار حجم وشكل الكائنات الحية التي تعيش في قاعة، بمختلف أنواعها وفصائلها، بل أن بعض الأنواع التي تم الكشف عنها لا يعلم عنها المصريين أي شيء.

 

"الإيجيبشيان جيوغرافيك".. ترصد أهم الكائنات التي تعيش علي أعماق مياة نهر النيل من أسوان الي مصبيه في دمياط ورشيد، وهي كالتالي:

 

أولاً: التمساح النيلي:

 

تمساح النيل أو "التمساح النيلي"، هو تمساح أفريقي، يُعد ثاني الزواحف المتبقية في العالم حجماً، بعد تمساح المياه المالحة، ينتشر في نطاق واسع من أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتواجد في الأجزاء الوسطى والشرقية والجنوبية من القارة في الأغلب، ويعيش في أنواع مختلفة من البيئات المائية العذبة مثل البحيرات والأنهار والأهوار، وعلى الرغم من قدرته على أن يعيش في المياه المالحة، إلا أن هذا النوع نادراً ما يتواجد فيها، ولكنه أحياناً يسكن في البحيرات الآسنة و الدلتات الرسوبية وأحياناً في البحر قرب الشواطئ.

في ما مضي كان نطاق انتشار هذا النوع من التماسيح يمتد شمالاً بطول نهر النيل، ليصل إلى دلتا النيل، وقد كانت المجموعات المتوطنة من ذلك النوع في عصور ما قبل التاريخ تمتد بعيداً لتصل إلى فلسطين، وقد كان رمزا مقدساً، فنجده يُعبد باسم الإله "سوبك"، خاصة في كوم أمبو والفيوم، وإن كانت مومياوات التماسيح المحنطة التي ظهرت، تكشف عن عبادة التمساح في كل بقاع مصر.

 

ثانياً: ورل النيل:

 

يُعد من من أكبر الحرشفيات الزاحفة في فصيلة الورليات، كما أنه يُعد ثاني أكبر الزواحف النيلية بعد تمساح النيل، ويُطلق علي "الورل النيلي" اسم أخر، وهو "إغوانا الماء" أو النهر أيضا، ورغم أن طوله قد يزيد عن 2.1 متر ووزنه 15 كيلو جراما، إلا أنها ليست من الحيوانات المفترسة، أو الشرسة، ويتغذي على بيض الزواحف، والقوارض، والزواحف الأصغر حجما، والثعابين، والسمك، والجيف، والطيور الصغيرة، والضفادع، والحشرات.

ويشبه الورل النيلي الديناصورات البحرية التي انقرضت قبل 65 مليون سنة، وكان قديما يتم تحنيطه علي عتبات المنازل درءا للحسد، واليوم يعيش علي حواف الترع ونهر النيل، وينتشر في ترع نجع حمادي ودشنا ونيلها شمال قنا.

 

ثالثاً: السلحفاة النيلية:

 

تُسمي بالسلحفاة الأفريقية لينة الأصداف، تم العثور عليها على طول نهر النيل في المناطق الرملية، لديها قدرة كبيرة على التكيف، بحيث إنها تستطيع الحياة في المياة المالحة والعذبة على السواء، بعد بناء سد أسوان اختفت تماما من نيل مصر، وحاليا وتكثر في السودان وعند منبع النيل، وصفت بالجبن مما جعلها مبعث السخرية، لذلك تضطر للبقاء في الماء لفترات طويلة، ما أكسبها القدرة علي التنفس من خلال الجلد، حيث لديها القدرة علي الحصول علي 70% من الأكسجين من خلاله.

يغطي جسم السلحفاة صندوق رخو، السطح العلوي له بني زيتوني اللون، به بقع داكنة، أما السطح الباطني فلونه أبيض، ويملك زوجان من الأطراف متحورة إلى عوامات تسبح بواسطتهما في الماء، يصل طولها الي نحو المتر، تتغذى على الأسماك، وبعض الديدان، والرخويات، والمفصليات المائية، وقد تتغذى أحيانا على النباتات، وتضع الأنثى بيضها وتدفنه بالقرب من شاطئ النهر إلى أن يفقس، وتخرج منه الصغار التي تتجه إلى الماء مباشرةـ لتبدأ دورة الحياة.

 

رابعاً: الضفدع الأفريقي:

 

الضفدع النيلي أو ما يسمي "ضفدع الطين"، والبعض يطلق علية "العلجوم المصري"، ينتمي لعائلة "Bufonidae"، ويمكن الاحتفاظ به كحيوان أليف في المنازل، وتعد مصر بواديها ودلتاها الموطن الأساسي للضفادع الأفريقية، حيث تعيش في المناطق الهادئة وافرة المياه، ويتم التعامل معها كحيوانات أليفة، ويصطادها البعض لبيعها في الأسواق الدولية للحيوانات الأليفة، وتصديرها إلى أوربا وكندا والولايات المتحدة، رغم أن اغلب تلك الضفادع التي تعيش في النيل سامة وخطرة.

الضفدع النيلي أو الطيني المصري يُعد أحد أكثر الكائنات المصرية انتشارا في القارة الأفريقية، فنجدة ينتشر في: أنغولا، بنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، الرأس الأخضر، جمهورية أفريقيا الوسطي، تشاد، جمهورية الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ساحل العاج، السودان وجنوبه، أوغندا، وربما بوروندي، جيبوتي، غينيا الاستوائية، إريتريا، غامبيا، موريتانيا، تنزانيا، توغو.

 

خامساً: ثعبان النرد:

 

ثعبان النرد، أو ثعبان الماء، ويُطلع علية اسم "النطريق المشطرج"، من فصيلة الأحناش غير السامة، وان كانت أكثرها انتشارا بالعالم، حيث تتواجد بأغلب دول أوروبا، والشرق الأوسط، وغرب آسيا، وحتى روسيا شمالاً, وهو من الثعابين المشهورة التي تحب الحياة على ضفاف الأنهار والبحيرات، وفي مصر يحب الحياة علي ضفاف نهر النيل والترع المنتشرة من الجنوب الي الشمال.

انتشر ثعبان النرد المائي في مصر بعد بناء سد أسوان منذ أكثر من قرن من الزمان، كما يمكن العثور عليه بالقرب من منطقة قناة السويس والفيوم، خبراء الحياة البرية يؤكدون أن أعداده في انخفاض مستمر نتيجة لتغيرات الحياة المائية، ويتميز هذا الثعبان بطرق دفاعية طريفة، حيث يتظاهر بالموت عند الشعور بالخطر، ويطلق رائحة كريهة كي يعتقد الأعداء إنه ميت، وبالتالي يهرب منه بدلاً من أكله.

 

سادساً: بيرانا أفريقيا:

 

كلب النيل أو سمكة النمر أو المبروكة العادية، يطلقون علي تلك السمكة بـ"بيرانا أفريقيا"، نسبة إلى أسماك البيرانا الوحشية التي تعيش في نهر الأمازون وأمريكا اللاتينية، تُعد أحد أضخم الأسماك التي تتخذ من نهر النيل موطناً لها، تتميز بفكين قويين، وأسنان حادة مثل شفرات الحلاقة، ما يساعدها على أكل اللحوم، وفي كثير من الأحيان يتم الإبلاغ عن تعرض بعض الأشخاص لهجماتها، وان كان غالبا ما يكون هجومها دفاعا عن النفس، والأكثر من ذلك أن بعض الصيادين قاموا بتوثيق مهاجمتها لحيوانات كبيرة الحجم مثل التماسيح.

سمكة النمر أو كلب النيل كما يحلو للخبراء تسميتها، تعيش بطول نهر النيل، وإن كانت تتوطن بشكل أكبر بحيرة ناصر خلف السد العالي، وتصل لأحجام ضخمة، تصل في بعض الأحيان إلي أكثر من 45 كيلو جرام، ولأطوال تقترب من 150 سنتيمتر، وأن كان هناك بعض الأنواع الصغيرة جداً والتي يتم تربيتها كأسماك الزينة، وتشتهر مدينة أسوان المصرية، بأنها موطن الأسماك المملحة، والتي يُطلق عليها "الملوحة الكلبة".

 

سابعاً: السمكة الرئوية الرخامية:

 

نوع من الأسماك التي تتنفس الأكسجين الذائب في الماء، فتتحور مثانتها الغازية إلى ما يشبه الرئة، كما إنها تتنفس به الهواء الجوي أيضاً، لذلك يعتقد علماء الأحياء المائية أن هذا النوع من الأسماك يمكن أن يكون سبباً في تطور الأسماك عموماً، وأنه يمكن أن يُعد أول الفقاريات البرية البرمائيات، وتعتبر من الحلقات المتوسطة، يصل طولها إلي حوالي متر، وتتغذي علي بعض أنواع السمك كالبلطي.

السمكة الرئوية أو ما تُعرف باسم سمكة "السلماندر"، تتميز بجسم نحيل وزعانف تشبه الساق البدائية، وتشبه الي حد كبير أسماك "القراميط" النيلية العادية، ويمكن لهذه السمكة الرئوية مُواصلة حياتها في فترات الجفاف عن طريق الاختباء في جحور الوحل، ما يعني القدرة علي الاستغناء عن المياة لسنوات طويلة قد تصل الي أربعة سنوات، إذ يحتوي بطن هذه السمكة على أكياس قابلة للانتفاخ تعمل على تخزين الأكسجين، ولتوسيعها تبتلع السمكة الوحل ثم تخرجه مرة أخرى من خلال الخياشيم، هذه العملية تمكنها أيضا من توفير مساحة خارجية إضافية حولها تسمح لها بتجديد الهواء.

 

ثامناً: سمكة الينفوخ:

 

تُعرف باسم السمكة المنتفخة، جنس من الأسماك يتبع الفصيلة الينفوخية، من رتبة ينفوخيات الشكل، تستطيع نفخ معدتها متخذة شكل الكرة، وذلك ببلعها كميات من الماء أو الهواء سريعا، وذلك عندما يقترب الخطر منها، فتتفادى الأسماك المفترسة، ويتراوح طول السمكة الواحدة بين 5 وحوالي 60 سنتيمتر فقط.

تعيش السمكة المنتفخة في المناطق المنعزلة من نهر النيل، وفي العادة تكون في المياه البطيئة الانسياب سواء كانت عذبة أو مالحة أو شديدة الملوحة، تضع بيضها جنبا إلى جنب مع المني بالقرب من قاع النهر، وتكون اليرقة طليقة تسبح في المياه المكشوفة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، ويصلح بعض أنواعه للغذاء، إلا أن معظمه سام، وفي اليابان تعيش السمكة الكروية المعروفة باسم "فوجو"، وهي طعام نادر، وبعض هذه الأسماك الكروية مناسب تماما لأحواض الأحياء المائية.

 

تاسعاً: خشم البنات:

 

تُعرف باسم سمكة "الانوم"، والبعض يطلق عليها بعض الأسماء الأخرى، كسمكة "المز"، و"الجلمان"، و"البويزة"، وهي من الأسماك المنتشرة فى دول حوض نهر النيل، ويوجد منها عدد من الأنواع، تتباين فيما بينها حسب شكل الفم والجسم، وهي من الأسماك الليلية، التي تسبح قرب قاع النيل، كما أنها من الأسماك العدوانية المحبة للعزلة ولا تسبح في أسراب.

"خشم البنات".. يتميز بشكل فريد من نوعه، يصل طوله الي حوالي 70 سنتيمتر، مبطط الجسم، والزعنفتان الصدريتان يرتكزن تحت الخياشيم، ولا تحتوي علي أشعة شوكية قاسية, الزعنفة الظهرية تبدأ من خلف الرأس وتنتهي بالذيل الذي يحتوى علي العضو الكهربائي، لديها فم طويل متدلي به أسنان صغيرة تساعدها في البحث عن فرائسها فى القاع، فتتغذي علي القشريات الصغيرة والديدان المائية، كما أنه ذو طريقة فريدة في التنفس، والتهام الطعم , فهو يمتص الماء من الخياشيم، ثم يخرجه من الفم.

 

عاشراً: جثم النيل:

واحدة من أكبر أسماك المياه العذبة في العالم، ويصل طولها إلى نحو 2 متر، ووزن في بعض الأحيان يصل الي 200 كيلو جرام، وتتواجد هذه الأسماك في نهر النيل، وتحتاج إلى نسبة أكسجين عالية في المياه، وتعيش في المناطق الأقل تلوثًا، مثل بحيرة ناصر، وتُعرف بأنها من الحيوانات المفترسة والعدوانية الآكلة لحوم البشر.

 

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية