"20 مليار دولار حجم تجارة مافيا الآثار المصرية.. أي أربعة أضعاف دخل قناة السويس سنوياً"..

مليون قطعة أثرية مصرية تزين أكبر 40 متحفاً حول العالم

"20 مليار دولار حجم تجارة مافيا الآثار المصرية.. أي أربعة أضعاف دخل قناة السويس سنوياً".. مجرد خبر لتقرير رسمي صادر عن جهة مسئولة، ولكنه في نفس الوقت صادم، كون تلك الآثار تعبر عن تاريخ أمة كافحت وناضلت لأكثر من سبعة آلاف سنة مضت، وكون ذلك التاريخ لا نمتلك حق التصرف فيه، وإن كنا فقط حراسا عليه.

العالم ملىء بالمتاحف، ولكن بعضها فقط يكتسب شهرة وقيمة عالمية، تلك القيمة العالمية اكتسبها من حجم ما يمتلكه من تاريخ مصري أصيل، فلا يكتسب أي متحف شهرة إلا بالقطع المصرية التي يمتلكها، ومدي نُدرتها، والأكثر من ذلك أن تلك الآثار لم تكتف بمتاحف العرض فقط، ولكن تعدتها لحد أن الكثير منها يزين القصور العريقة أيضاً.

                  

"سرقات مشروعة".. ليس مجرد عنوان لكتاب تحدث عن الآثار المصرية المسروقة، ولكنه كتاب قانوني يستعرض صفحات مجهولة من تاريخ سرقة ونهب وتهريب آثار مصر وتراثها في القرنين الأخيرين، وتأتي أهميته من مؤلفه أشرف العشماوي، والذي يعمل قاضيا بمحكمة استئناف القاهرة, وكان مستشارا قانونيا للمجلس الأعلى للآثار في السنوات العشر الأخيرة, وتولى مسؤولية ملف استرداد الآثار المصرية المهربة, ونجح في استعادة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية حتى عام 2011.


يتكون الكتاب من أربعة فصول، يتناول الأول نشأة النظام القانوني في مصر لحماية الآثار, ابتداء من صدور أول مرسوم في عام 1835 ينظم التعامل مع الآثار، في عهد محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة, وكذلك إنشاء أول متحف للآثار تحت مسمي «تنظيمية الحفائر», ولائحة أخرى في عام 1874 سمحت بنظام قسمة الآثار التي يتم اكتشافها، وبموجب هذه اللائحة, تقسم الآثار إلى قسمين متساويين، أي 50% لكل طرف، وفي عام 1880 صدر مرسوم بحظر تصدير الآثار نظرا لتزايد أعداد الأجانب الذين يغادرون مصر محملين بقطع أثرية.

         

وفي عام 1912 صدر القانون رقم 14، وهو أول قانون متكامل بالمعنى المتعارف عليه اليوم, يتضمن تعريفا للأثر وضوابط تداوله وعقوبات لمخالفة أحكامه, واستبعد المشرع منها كافة الآثار الإسلامية من التصدير للخارج.

وفي عام 1951 صدر القانون رقم 215 بغرض وضع إجراءات عملية حاسمة للقضاء على تجارة الآثار غير المشروعة, وفي عام 2010 صدر القانون رقم 3 الذي منع الاتجار والتصرفات بالبيع والشراء نهائياً.

يتناول المؤلف في الفصل الثاني صفحات مثيرة من تاريخ نظام القسمة، والملكية الخاصة، وتجارة وإهداء الآثار المصرية، فيقول: "عندما تتجول بالجناح المصري بمتحف المتروبوليتان بنيويورك أو تدخل متحف اللوفر بعاصمة النور باريس، سوف تتملكك الدهشة من كم الآثار المصرية المعروضة, التي يفوق عددها بالمتحف البريطاني بلندن، ما هو موجود لدينا ببعض متاحفنا"، ويتناول الفصل الثالث جانبا من تاريخ استرداد آثار مصر المهربة، أما الفصل الرابع والأخير فقد تناول فيه المؤلف استعادة الآثار من داخل مصر, حيث يشير إلى أن حوادث سرقة الآثار انتشرت طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.

"الإيجيبشيان جيوجرافيك" في جولة داخل أهم تلك المتاحف التي اكتسبت شهرتها من آثارنا المصرية المُهربة طيلة قرنين من الزمان، رصدت ما يقرب من 40 متحفاً تضم ما يقرب من مليون قطعة أثرية، علي رأس تلك المتاحف، المتحف البريطاني بالعاصمة الإنجليزية لندن، والذي يحتوي علي أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، لا تشمل مجموعة وندورف التي أُهديت إلى المتحف سنة 2001، والتي تضم ستة ملايين قطعة أثرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ في كل من مصر والسودان.

                          

هناك أيضاً متحفا برلين الجديد بألمانيا، وبتري للآثار المصرية ببريطانيا، حيث يحوي كل منهما أكثر من 80 ألف قطعة أثرية، ثم متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس بحوالي 50 ألف قطعة أثرية، ومتحفا الفنون الجميلة بمدينة بوسطن، وكيسلي لعلم الآثار بمدينة ميشيجان، الأمريكيتين، بحوالي 45 ألف قطعة أثرية مصرية لكل منهما.

قائمة الأربعين متحفاً حول العالم تضم أيضا متاحف جامعة بن سلفانيا لعلم الآثار والإنثروبولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 42 ألف قطعة، والمتحف الأشمولي بمدينة أكسفورد البريطانية بحوالي 40 ألف قطعة، والمصري بمدينة تورينو الإيطالية بحوالي 33 ألف قطعة أثرية، والمعهد الشرقي بشيكاغو بحوالي 30 ألف قطعة، ومتحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك وبه حوالي 26 ألف قطعة، ومتحف أونتاريو الملكي بتورنتو الكندية، به حوالي 25 ألف قطعة أثرية مصرية.

القائمة شملت أيضاً متحف هيرست للإنثروبولوجيا بمدينة بيركلي كاليفورنيا الأمريكية، بأكثر من 17 ألف قطعة أثرية، بالإضافة إلي متاحف فيتزوليم كامبريدج، والعالم ليفربول، ومانشستر البريطانية، بأكثر من 16 ألف قطعة أثرية لكل منها، أما الجناح المصري بالمتحف الأثري الوطني بفلورنسا الإيطالية فبه حوالي 14 ألف قطعة، ومتحف تاريخ الفن بالعاصمة النمساوية فيينا فبه أكثر من 12 ألف قطعة أثرية مصرية.


بعض المتاحف تضم أقل من 10 آلاف قطعة أثرية مصرية، ولكنها تكتسب أهمية بالغة لما لها من قيمة، وعلي رأسها متاحف، الأثري الوطني بالعاصمة اليونانية أثينا، وبوشكين للفنون الجميلة بالعاصمة الروسية موسكو، والدولة للفن المصري بمدينة ميونخ، ورومر وبيليزيوس بمدينة هيلدسهام، والمصري بجامعة لايبتزغ الألمانية، بحوالي 8000 قطعة أثرية لكل منها، بالإضافة إلي متحف الإرميتاج سان بطرسبوج الروسية، بحوالي 5500 قطعة أثرية، ومتحفي الوطني للآثار بمدينة ليدن الهولندية، وبيبادي للتاريخ الطبيعي بمدينة نيو هافن الأمريكية، بأكثر من 5000 قطعة أثرية.

 

أما المتاحف التي تضم أقل من 5 الاف قطعة اثرية، فيأتي علي رأسها متحفا، الفنون الجميلة بالعاصمة المجرية بودابست، وروزيكروشيان المصري بمدينة كاليفورنيا الأمريكية، بحوالي 4 آلاف قطعة أثرية لكل منهما، ومتاحف الميداني للتاريخ الطبيعي بمدينة شيكاغو الأمريكية، والمدني الأثري بمدينة بولونيا الإيطالية، وبروكلين الأمريكي، بحوالي 3500 قطعة أثرية لكل منها، بالاضافة إلي متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي بمدينة بنسلفانيا الأمريكية بحوالي 2500 قطعة أثرية، وكارلسبرج الجديد بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، والوطني للتاريخ الطبيعي بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحوالي 1900 قطعة أثرية لكل منهما، ومقاطعة لوس أنجلوس للفن، بحوالي 1600 قطعة، والفنون الجميلة في ليون الفرنسية، بحوالي 1500 قطعة، والفن بجامعة ممفيس الأمريكية، بحوالي 1400 قطعة، وأخيراً متحفا كليفلاند للفن والمعرض الحر للفن بواشنطن، الأمريكيين، بحوالي 1000 قطعة لكل منهما.

            

أكثر ما يمكن أن يلفت الانتباه هو أن تلك القائمة تضم الكثير من المتاحف ضمن قائمة الأكثر أهمية، وهي قائمة الأكثر شهرة والأكثر عددا من حيث الزوار سنوياً، فهناك أكثر من 250 مليون زائر زاروا تلك المتاحف في عام واحد، وبالطبع علي رأس تلك القائمة متحف اللوفر الفرنسي، والذي يزوره سنويا ما يقرب من 9.3 مليون زائر، طبقا لإحصاء عام 2013، أكثرهم جاءوا لمشاهدة القسم المصري والذي يمثل ما يقرب من 60% من مقتنيات المتحف، وهناك أيضا المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي جاء في المركز الثاني، برصيد يصل إلي 8 ملايين شخص قاموا بزيارته، والمتحف البريطاني برصيد 6.7 مليون زائر، ومتحف المتروبوليتان بنيويورك، بحوالي 6.3 مليون زائر، والمتحف الوطني ببريطانيا، بحوالي 6 ملايين زائر، ومتحف التاريخ الطبيعي بلندن، بحوالي 5.3 مليون زائر.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية