تم تأسيسة منذ 2400 عام

شارع فؤاد .. معلم سكندري تمتزج فيه الحضارات اليونانية والإيطالية

لم يكن "شارع فؤاد" مجرد شارع كتلك الشورع التي تزين عروس البحر المتوسط، ولكنه قطعة فنية مختلفة الطرز المعمارية، بمجرد أن تطأه بقدميك حتي تدرك أنك تسير بين جنبات عده حضارات مختلفة العراقة، فعلي جانبي الشارع طرز معمارية يونانية وإيطالية ولبنانية ومصرية.

 

طيلة قرون عديدة مرت علي الأسكندرية العديد من الفنون التي تتبع حضارات العالم القديم، وضعت كل حضارة لمستها الهندسية والمعمارية، ما منح شوارعها طابعًا خاصًا، منذ أكثر من 24 قرن مضي، حضر إلي الإسكندرية المهندس الإغريقي دينوقراطيس، المستشار الفني للإسكندر الأكبر، ووضع حجر الأساس لعروس البحر المتوسط، وقام بتخطيط المدينة على النمط الهيبودامى، مثل رقعة الشطرنج، الذي كان مؤثر في تخطيط المدن الهلنستية.

يقع "شارع فؤاد"، والذي يُعد أحد أقدم شوارع العالم، بمنطقة محطة الرمل بمدينة الإسكندرية، وهو يتقاطع مع شارع النبي دانيال، تعود نشأته عهد البطالمة، أطلق عليه قديمًا اسم "الطريق الكانوبي"، تميز وقت بنائه بالأعمدة الرخامية المصفوفة علي جانبية من بدايته وحتى نهايته، ومع مرور الوقت تغير اسمه، وأطلق عليه شارع ميناء رشيد، نسبة لبدايته من بوابة رشيد متجها الي ابي قير.

يحتوي شارع فؤاد علي العديد من معالم عروس المتوسط، والتي من ابرزها اوبرا الأسكندرية، اوبرا سيد درويش، بناها المهندس الفرنسي جورج بارك، وعرفت لفترة طويلة بـ"تياترو محمد علي"، ثم تغير اسمها إلى مسرح سيد درويش عام 1962، وأقيمت بها عروض لأشهر الفنانين المصريين، كما يحتوي الشارع علي بعض السينمات التي شيدها "آل قرداحي" اللبنانيون، أشهرها سينما بلازا ورويال وريو الشهيرة، فيه شهدت أول عرض سينمائي في مصر، وذلك في 15 نوفمبر عام 1896، ما جعل شارع فؤاد مركز للأدب والفنون في مدينة الإسكندرية، ففيه استوطن الشاعر اليوناني كفافيس.

يضم شارع فؤاد المتحف القومي، والذي كان مجرد فيلا لتاجر الأخشاب اليوناني "باسيلي"، بناها على الطراز الإيطالي الحديث، ظل به حتى عام 1954، ثم باعه للسفارة الأمريكية، حتى اشتراه المجلس الأعلى للآثار في عام 1996، مجموعة رائعة من الآثار الغارقة التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط، يضم مجموعة أثرية لجميع العصور، يصل عددها إلي حوالي 1800 قطعة، وهو يكمل المجموعة التي يحتويها المتحف اليوناني، كما يوجد به ساعة الزهور، والتي تدق ساعاتها بانتظام أمام حدائق الشلالات التي تضم بقايا آثار الإسكندرية الإسلامية مثل الأسوار القديمة وصهريج الشلالات المكون من ثلاثة طوابق والمقسم طولاً وعرضاً إلى خمسة أقسام بواسطة أعمدة جرانيتية مختلفة الطرز والأشكال.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية