جبل علبة.. 35 ألف كيلو متر مربع من السهول الخضراء في الجنوب

في أقصى الجنوب الشرقي من الصحراء الشرقية داخل مثلث حلايب، وعلى مساحة تزيد عن 35 ألف كيلومتر مربع ، تقع واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في مصر على أرضها، ويمزج التاريخ والطبيعة مع البرية، الحياة البحرية والثقافية، لوحة فنية لا مثيل لها، محمية كان الطبيعية أو ما يسمى بالسهول الخضراء في الجنوب.

 

محمية عِلبة الطبيعية أو ما يُطلق عليها سهول الجنوب الخضراء، تتميز بسهل ساحلي يمتد بشكل طولي علي شاطئ البحر الأحمر، وبعرض يتراوح ما بين 15 كيلو متر و25 كيلو متر، يغطي أرضها ما يقرب من 350 نوع من النباتات، تمثل 14% من الفلورا المصرية، لذا أُعلنت كمحمية طبيعية في عام 1986، ولما لا وهي تضم تنوع نادر الوجود في بقعة واحدة.

 

يعيش علي أرض المحمية ما يقرب من 23 نوع من الحيوانات البرية، علي رأسها الغزلان والجمال والتيتل والكبش الآروى والوبر وقط الرمال أو ما يُعرف بالنمر الأفريقي، كما أن جبل عِلبة أرض خصبة لحياة 40 نوع من الزواحف، وبيئة متميزة لتحليق 173 نوع من الطيور المهاجرة، أما شاطئ المحمية فيستوطنه ما يقرب من 123 نوع من الشعاب المرجانية الرخوة والصلبة، ما شجع السلاحف الخضراء والزيتونية وضخمة الرأس وصخرية المنقار من الحياة حول أشجار المانجروف التي يتميز بها الشاطئ.

 

يعيش علي أرض جبل عِلبة ثلاثة قبائل تشكل جزء لا يتجزأ من بيئته الطبيعية، أكبر تلك القبائل قبيلة البشارية ذات الأصول الحامية، والتي تتحدث لهجة غير مكتوبة تسمي البيداوية، وقبيلة العبابدة ذات الأصول العربية، وتعيش في المناطق الشمالية من المحمية، وأخيرًا قبيلة الرشايدة التي ترجع أصولها إلى الجزيرة العربية، وتعيش في السهل الساحلي، تعيش تلك القبائل في أكواخ من أخشاب الشجر، وتقتات علي مهنة الرعي، فنراها تتجول بالإبل والماشية والأغنام في المراعي والسهول، وتعتبر "السلات" أشهر وجباتهم، وهي عبارة عن لحم الخروف او الماعز تشوي علي زلط ساخن، كما أن مشروب "الجَبَنَة" القهوة الرسمية لقبائل المحمية.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية