في إفتتاح مؤتمرا للزمالة البحثية حول الصقور بجامعة نيويورك ابوظبي

المنصوري: إستراتيجية إماراتية لحماية الصقور تعتمد علي التعاون المجتمعي

الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، 5 مارس 2018:  إفتتح معالي ماجد على المنصوري المنصوري (الأمين العام لنادي صقاري الإمارات) صباح اليوم بمقر جامعة نيويورك أبوظبي مؤتمراً للزمالة البحثية ويستمر لغاية 8 مارس الجاري،

وقال المنصوري في كلمته التي افتتح بها اعمال المؤتمر "الذي يتصادف انعقاده مع عام استثنائي لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يصادف الذكرى المائة لمولد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، صاحب الرؤية المتقدمة التي تقوم على حفظ التوازن بين الثقافة والبيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذي أدرك منذ وقت مبكر التحديات التي تفرضها التنمية السريعة والزحف العمراني على التراث والهوية الوطنية، فوضع لنا الأسس التي نسير عليها اليوم من أجل بناء حاضرنا ومستقبلنا دون التفريط في تراثنا وتقاليدنا."

وأضاف المنصوري قائلاً" تستند استراتيجيتنا للحفاظ على تراث الصقارة على التعاون والعمل المشترك من أجل استدامة الموارد الطبيعية والتراثية، آخذين في الاعتبار ضرورة التمسك بتقاليدنا التي نتناقلها جيلاً عن جيل، والتي تملي علينا تنشئة الأجيال القادمة على المبادئ والأخلاق الحميدة التي تنبع من قيم الرفق بالحيوان ومسؤولية الإنسان عن ضمان التوازن الطبيعي للأرض وإرساء الممارسات المستدامة التي تضمن بقاء وازدهار الأنواع المختلفة من الجوارح والطرائد.   

وقال انه لا شك أن تسجيل تراث الصقارة في منظمة اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي للإنسانية، قد أعطى دفعة قوية باتجاه تعزيز دور منظمات وأندية الصقارة المحلية والدولية والجامعات ومراكز الأبحاث المعنية للتنقيب في التاريخ وتوثيق تأثير الصقارة في حركة العلوم والمعارف والفنون في مختلف الأماكن والعصور.

ومضى قائلاً "يسعدنا أن نرحب اليوم بعلماء أفاضل من مختلف الدول التي نشأت فيها المدارس المختلفة لتراث الصيد بالصقور من أقصى شمال أوروبا إلى وسطها وجنوبها، وفي وسط وشرق وشمال آسيا من منغوليا والصين واليابان إلى المنطقة العربية وأستراليا والأميركتين في هذا المؤتمر الأول لبرنامج الزمالة البحثية للتاريخ العالمي والتراث الثقافي للصقارة. الذي يتشرف برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال " إننا نجتمع مع هذه الكوكبة من العلماء والمختصين في هذا البرنامج المشترك بين جامعة نيويورك أبوظبي والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ونادي صقاري الإمارات ومشروعهما المشترك لإنشاء أرشيف الصقارة في الشرق الأوسط، لكي نعمل معاً من أجل الإسهام في رفع مستويات الوعي بهذا التراث الإنساني وبدوره في تعميق الاستدامة والشغف بالطبيعة والحياة الفطرية، والتعريف بمكانة الصيد بالصقور كممارسة تقليدية تجمع الناس من مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية، بما يشيع التعاون والسلام وقبول الآخر والتعرف على العناصر التي توحد بين مختلف الأطياف والأعراق والثقافات.

واكد مخاطبا الحضور "إن الأوراق العلمية التي ستناقشونها في هذا المؤتمر، سوف تشكل معاً مؤلفاً علمياً متكاملاً يهدف للتحقق والربط بين الماضي والحاضر، وبصفة خاصة ممارسات الصقارة القديمة والتراث المعرفي والفني المرتبط بها كما تم توثيقه في المؤلفات التي كتبت في الفترة من القرن الثامن إلى الثالث عشر، وممارسات الصقارة الحالية والمعرفة المرتبطة بها في مختلف أنحاء العالم.

وناقش هذا المؤتمر، الذي يشهد مشاركة كوكبة مُتميّزة من المتحدثين والخبراء، تصوّر الجوارح والصقّارة من العصور القديمة الأثرية والفن الأصغر سناً. كما ستتمّ مناقشة صور الطيور منذ وقت مبكر، وكذلك الكهف والفن الصخري في محاضرات البروفيسور آردينبات أولامبايار (منغوليا) والدكتورة ماريا لازاريش غونزاليس (إسبانيا).

كما سيتمّ أيضاً تناول صور الصقّارة من المنطقة العربية في المحاضرات المقدّمة من قبل الدكتور فيرينا دايبر (ألمانيا) والطبيبة ماجدالينا فالور (إسبانيا). في المقابل، سيقدّم البروفيسور بودوين فان دن أبيلي (بلجيكا) محاضرة عن مجموعة كبيرة من صور الصقّارة الأوروبية بعد 1000م.

قدّم البروفيسور أنيتا غاماوف (النمسا) مُحاضرة عن تصوّر الطيور والصقّارة على خلفية أوسع من المحاضرات، كمثال عن بيولوجيا طيور الصيد من قبل، إضافة إلى محاضرة أخرى من البروفسور الدكتور ألان واربورتون (الصين) حول انعكاس الدور الديني على الطيور في فترات أثرية تعود إلى آلاف السنين، وتُنسق المؤتمر جيلا وايلز، المديرة المساعدة للبرامج الأكاديمية.

وأوضح منظمو المؤتمر بأن الصقّارة، أو كما يعرف عنها فن الصيد بالصقور، قد نالت الاعتراف من قبل منظمة اليونسكو "كتراث ثقافي غير مادي للبشرية". وذلك بفضل الدور الكبير لنادي صقاري الإمارات في نجاح الجهود الدولية بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في تسجيل الصقارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو في عام 2010 حيث يعود تاريخ الصقارة إلى قرابة 4000 عام حسب الوثائق الموجودة في النادي.

وقد تركت العديد من الآثار المختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصور، لافتين إلى أن المسألة الجوهرية للمؤتمر تكمن في الفهم النقدي للصور: تصوّر الصقور هو تعبير عن العلاقة الخاصة بين الجوارح والإنسان، مع العديد من النقوش الرمزية المختلفة، في حين أن الصور القديمة للطيور يجب أن ينظر إليها على أنها انعكاس للمعنى الديني.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر  بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في أبوظبي، وذلك بهدف استضافة معظم المؤلفين المحتملين الذين تمّ اختيارهم للمشاركة في إعداد كتاب لدراسة التاريخ والتراث الثقافي المُتعلّق بالصيد بالصقور (الصقّارة) لتقديم أبحاثهم ومناقشتها في هذا المؤتمر.

والجدير بالذكر أن الجامعة مُهتمّة بإنشاء برنامج للزمالة البحثية يتمّ تخصيصه لدراسة التاريخ والتراث الثقافي المتعلق بالصيد بالصقور (الصقّارة)، بالإضافة إلى الدور المركزي الذي لعبه العالم العربي (ولا يزال يلعبه) في الحفاظ على تقاليد الصقّارة ونشرها وإحيائها (البرنامج). وسيتمّ إنشاء هذا البرنامج من خلال معهد الأبحاث التابع لجامعة نيويورك أبوظبي.

هذا و"سيكون البرنامج لمدة سنتين، ويتضمّن التنظيم والإعداد لتأليف مطبوعة عالمية بعنوان "التصوير العالمي للصقارة، من نحو 3000 سنة قبل الميلاد وحتى العصر الحالي"، ويتضمن هذا المؤلف "الكتاب" نحو 50/60 مقالاً يكتبه خبراء دوليون يمثّلون مختلف التخصّصات، بما في ذلك علم الآثار، الأنثروبولوجيا، التاريخ، تاريخ الفن والدراسات الإعلامية الخ.

وسيعمل كمحرّر أول للكتاب الدكتور أوليفر غريم، باحث أول في مركز الآثار البلطيقية والإسكندنافية في شليسفيغ بألمانيا، إضافة إلى قيامه بتقديم التوجيهات العامّة أو مساهمات مُتخصّصة للبحوث التي تستند إليها المقالات، وذلك بمساعدة مجلس استشاري للتحرير يتألف من عدد متساو من ممثلي الصندوق والجامعة والنادي.

وسوف يتم تنظيم وتوجيه المرحلة التحريرية للمشروع التي سيتم خلالها استعراض حوالي 50/60 مسودة مختارة، وتحريرها، لتصبح جاهزة للنشر. وسوف يتضمن هذا العمل جمع الصور، واقتناء حقوق النشر، والأذونات لاستخدام هذه الصور في الكتاب، ستكون بإشراف الدكتورة آن ليز تروباتو، منسّق البرنامج ومساعد التحرير لبرنامج الزمالة البحثية في العلوم الإنسانية في الجامعة، إضافة إلى قيامها بإنشاء قاعدة بيانات مشروحة لصور الصقارة؛ والتي سيكون الوصول إليها مفتوحاً أمام العلماء والجمهور.

_انتهى_

 

معلومات عن نادي صقاري الإمارات:

نادي صقاري الإمارات منذ إنشائه في عام 2001م، وهو يسعى بدوره إلى نشر الوعي حول أساليب الصيد المستدام، وأخلاقيات رياضة الصيد بالصقور، ويهدف إلى الارتقاء بالصقارة، والمحافظة على هذا التراث الأصيل، باعتباره إرثاً تاريخياً بكل خصائصه ومميزاته، وذلك من خلال برامج التوعية التي يقيمها النادي بهدف التعرّف على المبادئ الأساسية والسليمة في كل ما يتعلق بعالم الصقارة من تدريب وصيد وتغذية وأمراض ووقاية وعادات، وكذلك تنظيم لقاءات دورية للصقارين حيث يستطيع الصقارون المبتدئون الاجتماع بأقرانهم من ذوي الخبرة وتعلم المزيد حول الصيد المستدام.

وتشمل نشاطات النادي المشاركة في برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور ودعم جهود المحافظة على الصقور وزيادة أعدادها في البرية، وتقديم وعرض الإرث الوطني للصقارة في المناسبات الوطنية والمهرجانات المحلية والدولية، كما يقوم النادي سنوياً بتنظيم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، إضافة إلى تنظيم مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة في أبوظبي بشكل دوري كل 3 سنوات، والذي يعد أهم محفل وملتقى للصقارين من مختلف دول العالم، وكان لنادي صقاري الإمارات الدور الكبير في نجاح الجهود الدولية بقيادة دولة الإمارات في تسجيل الصقارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو في عام 2010، ويعود تاريخ الصقارة إلى قرابة 4000 عام حسب الوثائق الموجودة في النادي.

ويُحسب لنادي صقاري الإمارات تطبيق نظام تسجيل الصقور وإصدار شهادات ملكية لها، لتصبح بمثابة جوازات سفر للتنقل بها مع مالكها عبر الحدود، وتمّ كذلك وضع نظام خاص لتسجيل الصقور المكاثرة في الأسر، والتي يستخدمها اليوم حوالي 96% من الصقارين في أبوظبي عوضاً عن صقور البرية التي تمّ تعزيز جهود حمايتها.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية