يؤدي عمله بمنطقة الأميرية رغم الحظر

المسحراتي.. رمز رمضاني لا يزال حاضرًا في زمن الكورونا

رغم الحظر الذي فُرض علي الجميع منذ أن تفشي فيروس كورونا، لم ينسي مهنته، يخرج من منزله فجر كل يوم حاملًا طلبته، مرتديًا ملابسه البيضاء، والتي حرص علي تزينها ببعض الرسومات التي تدل علي شهر رمضان، نجوم وآهلة وفوانيس زاهية اللون، ينادي علي أهل منطقته بأسمائهم، داعيًا إياهم للإستيقاظ لتناول السحور.

 

احمد محمود محمد خيري، ذلك اسمه، لم يتعد الرابعة والخمسون بعد، أسمر اللون، أشيب شعر الرأس، خليق الذقن، إلا من شارب خفيف ولحية صغيرة جعلته أشبه القراصنة، يمسك بيديه عصا صُنعت من الجلد، وطبلة دائرية.

منذ ثمانية سنوات كان لمنطقة الأميرية، التبعة لحي الزيتون بالقاهرة، سيدة تعمل في تلك المهنة، كانت تُدعي "أم أحمدين"، وبعد وفاتها قرر أحمد خيري أن يتولي مهمتها، لذا نراه يتفرغ طيلة شهر رمضان لمهمة تنبيه الناس لتناول السحور، وبدء الصيام، أما بقية العام فيعود إلي مهنته التي لا يعرف شيئًا غيرها، حيث يعمل جامعًا للمخلفات القديمة وبيعها مرة أخري.

 

يخرج أحمد خيري من منزلة في الثالثة من فجر كل يوم، يتنقل من شارع إلي شارع، ضاربًا علي بطلته، مناديًا علي أبناء الأميرية بالإسم، يستيقظ الأطفال علي صوته فرحين، قبل أن ينزلوا إلي الشارع ليصطحبوه في تلك الجولة المُبهجة، يتقمصون دور المسحراتي ويشاركونه الضرب علي الطبلة والنداء علي أهل المنطقة.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية